منوعات

رحلة الشيخ محمد عبدالحميد جُنيدي في خدمة القرآن والدعوة

رحلة الشيخ محمد عبدالحميد جُنيدي في خدمة القرآن والدعوة

من قلب الريف المصري الأصيل، وتحديدًا من قرية صفط راشين بمحافظة بني سويف، بزغ نجم أحد رجال القرآن والدعوة في مصر، فضيلة الشيخ محمد عبدالحميد جُنيدي، الذي سار على درب العلماء منذ نعومة أظفاره، حتى اعتلى منبر مسجد المصطفى بمدينة القاهرة إمامًا وخطيبًا بوزارة الأوقاف المصرية، حاملاً راية القرآن والسُّنّة.

بدأت رحلته المباركة بحفظ كتاب الله عز وجل، حيث أتم حفظه كاملًا وهو في الخامسة عشرة من عمره، ليخطو أولى خطواته في طريق العلم الشرعي، على يد نخبة من المشايخ المقرئين والعلماء، الذين تتلمذ على أيديهم، ومن أبرزهم: الشيخ سعيد يوسف، والشيخ أشرف قطب، والشيخ أحمد علي حسن، والشيخ فتحي عثمان، والشيخ عمرو الحلواني، والذين غرسوا في نفسه حبّ القرآن والدعوة إليه.

التحق الشيخ محمد عبدالحميد بالتعليم الأزهري منذ الصغر، فبدأ في معهد صفط راشين الابتدائي، ثم استكمل دراسته الإعدادية والثانوية بالمعاهد الأزهرية، قبل أن يُتوَّج مسيرته العلمية بالالتحاق بـ كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف، ليتعمق في علوم الفقه والشريعة، جامعًا بين حفظ القرآن وفهم مقاصده وأحكامه.

ولم يتوقف عند ذلك، بل واصل طلب العلم لينال إجازة برواية حفص عن عاصم، ثم أتم القراءات العشر الصغرى من طريقي الشاطبية والدرة، وذلك من خلال دراسته في معهد القراءات بمحافظة بني سويف، ليُصبح من القلائل الذين جمعوا بين الإجازة والإتقان في علم القراءات.

ثم شاء الله أن يُكرَّم بخدمة دينه عبر وزارة الأوقاف المصرية، فعُيِّن إمامًا وخطيبًا، وتشرّف بالوقوف على منبر مسجد المصطفى بمدينة القاهرة، منبرًا للعلم والهداية، يعلّم الناس أمور دينهم، ويذكّرهم بمبادئ الإسلام السمحة، ويُحيي في نفوسهم معاني القرآن الكريم.

إن مسيرة الشيخ محمد عبدالحميد جُنيدي تمثل نموذجًا يُحتذى في الجمع بين العلم والحفظ والعمل، وبين الريف والمدن، وبين القرآن والمنبر، ليكون بحق من أبناء الأزهر الأوفياء، وحملة لواء الدعوة في هذا العصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى