رحلة إلى المركز الثقافي الألماني: نافذة على المستقبل لطلاب الشرقية
في يوم مميز من أيام الربيع، نظمت مجموعة من مدارس محافظة الشرقية رحلة تعليمية ثقافية إلى المركز الثقافي الألماني بالقاهرة، حيث شارك فيها طلاب قسم اللغة الألمانية من مراحل دراسية مختلفة. جاءت هذه الرحلة ضمن خطة وزارة التربية والتعليم لدعم تعلم اللغات الأجنبية وتعزيز التبادل الثقافي، خاصة مع دول ذات إرث ثقافي وتكنولوجي عريق مثل ألمانيا.
اللغة الألمانية في مدارس الشرقية: حكاية طموح متجدد
في السنوات الأخيرة، شهدت محافظة الشرقية اهتمامًا متزايدًا بتدريس اللغة الألمانية، كجزء من خطط التطوير النوعي في مناهج اللغات الأجنبية. لم تعد اللغة الألمانية تُدرّس فقط باعتبارها لغة أوروبية إضافية، بل باتت تمثل جسراً نحو فرص تعليمية ومهنية أوسع في المستقبل.
وبفضل جهود معلمي ومعلمات اللغة الألمانية الذين تلقوا تدريبات مكثفة، تم تأسيس نوادٍ للغة داخل بعض المدارس، وتنظيم مسابقات ثقافية، وعقد لقاءات افتراضية مع طلاب ألمان، مما أتاح للطلاب الصغار فرصة للتفاعل مع ثقافة مختلفة بطريقة عملية ومباشرة.
مشاعر الطلاب: تجربة لا تُنسى في معهد جوته
من بين اللحظات الأجمل في اليوم كانت تلك التي عبّر فيها الطلاب عن انبهارهم بأجواء معهد جوته وما يحتويه من مرافق حديثة وبيئة ثقافية ملهمة. فقد شعروا بأنهم انتقلوا للحظات إلى قلب ألمانيا، حيث سمعوا اللغة تُنطق بطلاقة، وتعرفوا على طرق تدريس مبتكرة جعلتهم أكثر حماسًا لتعلم الألمانية.
وقد أعرب العديد من الطلاب عن شعورهم بالسعادة والدهشة، وعلّق بعضهم بأن هذه الرحلة كانت من أجمل التجارب التعليمية التي مروا بها حتى الآن، لما فيها من تفاعل حي، وبيئة مشجعة على الإبداع والانفتاح.
أصوات من الطالبات: “كنا فخورين إننا اخترنا الألماني”
أعربت مجموعة من الطالبات المشاركات في الرحلة عن سعادتهن الغامرة بهذه التجربة، مؤكدات أنها كانت أكتر من مجرد زيارة، بل كانت لحظة فخر وتحفيز حقيقي.
قالت الطالبة رقية:
“أنا مبسوطة جدًا إني زرت معهد جوته، حسيت إننا بنعيش اللغة مش بس بنتعلمها، وكمان حسيت إني عملت اختيار صح لما اخترت الألماني.”
وأضافت روزان:
“المكان نفسه ملهم جدًا، وكل الناس هناك كانوا بيساعدونا نتكلم ونفهم، وأنا دلوقتي نفسي أتعلم أكتر وأكمل في المجال ده.”
بينما علّقت كل من فرح وجنا قائلتين:
“الرحلة علمتنا إن اللغة الألمانية مش صعبة، بالعكس ممتعة، وإحنا فخورين إننا من أول الناس اللي دخلوا القسم ده في المدرسة.”
أما جومانة، فقالت بابتسامة:
“أنا حسيت إن ده بداية لحاجة كبيرة، وبقيت شايفة نفسي في يوم من الأيام بدرس في ألمانيا… اختيار الألماني كان من أحسن القرارات في حياتي.”
فعاليات الرحلة: يوم مليء بالاكتشاف والتجربة
الاستقبال والتعريف بالمركز
استقبل فريق المركز الثقافي الألماني الوفد التعليمي بحفاوة بالغة، وبدأ اليوم بجولة داخل أروقة المركز، حيث تم تعريف الطلاب بتاريخ المركز، وأهدافه، والدور الذي يلعبه في تعزيز العلاقات الثقافية بين مصر وألمانيا.
ورش العمل التفاعلية
أقيمت سلسلة من الورش التعليمية المخصصة للطلاب، من بينها:
-
ورشة “نتكلم ألماني معًا”: حيث تفاعل الطلاب مع مدربين ناطقين بالألمانية، عبر أنشطة ترفيهية ومواقف حياتية بسيطة، مما زاد من ثقتهم في استخدام اللغة.
-
ورشة “الرموز الثقافية الألمانية”: التي تناولت أشهر العادات والتقاليد الألمانية، مثل الاحتفال بعيد القديس نيكولاوس، ومهرجان أكتوبر، وأساليب الحياة في المدن الألمانية.
-
لعبة البحث الثقافي (Kultur Rallye): وهي لعبة تعليمية تم من خلالها تقسيم الطلاب إلى فرق للبحث عن رموز ثقافية في أرجاء المركز، مما شجع على روح الفريق والانتباه للتفاصيل.
فرص وتمكين: مستقبل واعد يبدأ من هنا
أدرك الطلاب من خلال الرحلة أن اللغة ليست فقط قواعد وألفاظ، بل مفتاح لعالم أوسع من التبادل الثقافي، والتعليم الجامعي بالخارج، بل وحتى التوظيف في شركات ألمانية داخل مصر وخارجها.
وقد تم تقديم عرض من مسؤولي المركز حول منح DAAD وفرص الدراسة الجامعية في ألمانيا، بما في ذلك التعريف بالجامعات الألمانية التي تقدم برامج باللغة الإنجليزية أو الألمانية، والتسهيلات المقدمة للطلاب الدوليين. رغم أن هؤلاء الطلاب لا يزالون في المراحل الدراسية الأولى، فإن تلك المعلومات فتحت أعينهم على طموحات جديدة وتحديات مثيرة.
أصوات من الرحلة
قالت الطالبة ملك محمد (الصف الأول الثانوي):
“كنت متوترة أتكلم ألماني قدام ناس ألمان، بس لما بدأنا الأنشطة، حسيت إن اللغة مش صعبة، بالعكس ممتعة وبتقربنا من الناس.”
أما الطالب يوسف أحمد (الصف الثاني الإعدادي)، فقال:
“أنا كنت فاكر إن الرحلة هتكون زي أي زيارة، لكن اتعلمت حاجات كتير، وبقيت نفسي أسافر ألمانيا لما أكبر.”
الختام: بداية لطريق جديد
اختُتم اليوم بصورة جماعية أمام بوابة المركز، ووزعت شهادات مشاركة رمزية على الطلاب، تقديرًا لمشاركتهم الفعالة وروحهم الإيجابية.
عادت الحافلات إلى الشرقية وهي محملة بالأحلام والأسئلة والطموحات. لقد كانت الرحلة أكثر من مجرد زيارة، بل كانت بوابة نحو المستقبل، وبداية حقيقية لفهم أعمق لمعنى “التعلم من خلال التجربة”.
وبينما غابت شمس اليوم، بقيت ابتسامات الطلاب تضيء الطريق أمام جيل جديد من المبدعين الطامحين إلى عالم بلا حدود.