سرقة القرن الفني: لغز السطو على شركة المنتج حاتم فاروق بقيمة 50 مليون جنيه

في حادثة اهتز لها الوسط الفني والإعلامي، أعلن المنتج السينمائي المعروف حاتم فاروق عن تعرض شركته الخاصة للإنتاج الفني، الواقعة بـحدائق الأهرام، لعملية سرقة ضخمة ومخططة نُفذت في وضح النهار، وأسفرت عن نهب جميع محتويات الشركة، من معدات وأجهزة إنتاجية، في جريمة وُصفت بأنها من أكبر السرقات التي طالت شركات الإنتاج الفني في مصر.
الخبر لم ينتقل عبر المواقع فقط، بل جاء أولًا من منشور رسمي أعلنه المنتج حاتم فاروق بنفسه على صفحته الشخصية على “فيس بوك”، أرفقه بنداء عاجل ومؤلم، يطلب فيه مساعدة من يعرف أي معلومات عن الجناة أو مكان المسروقات، معلنًا عن مكافأة مالية ضخمة قدرها مليون جنيه لمن يعيد هذه الممتلكات أو يدل على الجناة.
تفاصيل الجريمة: تشكيل عصابي بثمانية أفراد
بدأت الواقعة عندما تسلل تشكيل عصابي مكوَّن من ثمانية أفراد إلى مقر الشركة الكائن في العقار رقم 77 بحي حدائق الأهرام، مستغلين فترة الظهيرة حيث تقل الحركة، وتمكنوا من كسر الأقفال والأبواب الرئيسية والفرعية باستخدام أدوات حادة ومتطورة، ما يشير إلى تخطيط مسبق وتنفيذ احترافي للجريمة.
وبحسب المصادر الأولية من تحريات المباحث، فإن الجناة لم يتركوا وراءهم سوى أقفال محطمة وبعض الأدلة التي لم تكن كافية لتحديد هوياتهم على الفور، وهو ما زاد المشهد غموضًا، وأثار تساؤلات حول طبيعة المعلومات التي كانت بحوزتهم للوصول بهذا الشكل الممنهج والدقيق إلى داخل الشركة.
لحظة الصدمة… مكالمة تقلب كل شيء
يروي حاتم فاروق تفاصيل الواقعة المؤلمة قائلاً:
“كنت في أحد مواقع التصوير نكمل مشاهد جديدة من عمل سينمائي جديد، حين تلقيت اتصالاً هاتفيًا من حارسة العقار، تخبرني أن هناك ثلاث سيارات تقف أمام مقر شركتي وتقوم بتحميل معدات ثقيلة ومعدات تصوير!”
في البداية ظن أن هناك سوء تفاهم أو ربما فريق من العاملين يقوم بنقل بعض المعدات، لكنه تفاجأ عندما وصل بسرعة إلى مقر الشركة، ليجد كل شيء قد انتهى:
-
الأبواب مخلوعة
-
المكاتب خالية
-
الأرفف فارغة
-
الأرضيات مُبعثرة
-
والكوابيس أصبحت حقيقة
محتويات مسروقة… تساوي 50 مليون جنيه!
القائمة الأولية للمسروقات تجعل أي منتج أو فني يشعر بالذهول، حيث أكد فاروق أن الجناة استولوا على:
-
معدات سينما كاملة
-
كاميرات تصوير احترافية
-
معدات إضاءة متنوعة
-
وحدات مونتاج رقمية متطورة
-
لاب توب خاصة بالإنتاج والتحرير
-
أقراص تخزين (هاردات) عليها مسلسلات وأفلام مسجلة
-
أجهزة تكييف جديدة
-
وعدد كبير من المقتنيات التقنية والفنية التي تُستخدم في صناعة الأفلام
وقدّر فاروق قيمة تلك المسروقات بما لا يقل عن 50 مليون جنيه مصري، موضحًا أن بعضها لا يمكن تعويضه، مثل المحتوى الفني المُخزن على الهاردات، الذي كان يضم أعمالًا في مراحلها النهائية، بعضها لم يُعلن عنه حتى اللحظة.
توثيق الجريمة… ومطاردة السيارات
لم تمر ساعات على الواقعة حتى قام حاتم فاروق بتحرير محضر رسمي في قسم الشرطة، تم فيه توثيق تفاصيل الجريمة.
المفاجأة كانت في وجود تسجيلات من كاميرات المراقبة، والتي التقطت بالفعل لحظات دخول وخروج المتهمين وهم يحملون المعدات، ويضعونها داخل سيارات نصف نقل.
وقد رُصدت سيارتان على وجه التحديد:
-
نصف نقل شيفروليه جامبو – لون لبني – أرقامها (ف و ص ٤٧٢٣)
-
نصف نقل شيفروليه جامبو – لون أحمر – أرقامها (دوه ٦٨٩٤)
السلطات بدأت على الفور عملية بحث موسعة لتحديد مالكي السيارات وضبط أفراد التشكيل العصابي.
مكافأة مليون جنيه: “هاتوا المسروقات… وخدوا المليون”
في خطوة شخصية تعكس حجم الألم والخسارة، أعلن المنتج حاتم فاروق عن مكافأة مالية قدرها مليون جنيه لأي شخص يُعيد له المسروقات أو يُدلي بمعلومات تؤدي إلى استرجاعها.
كتب فاروق على صفحته:
“أناشد كل من يقرأ هذا النداء، إذا كنتم تعرفون شيئًا عن هذه السيارات أو الأشخاص الذين قاموا بهذا العمل، ساعدوني في استعادة ما تم سرقته. حياتي الفنية ومجهود سنين ضاع في ساعات.“
وترك رقمه للتواصل المباشر: 01111190001
القضية الآن في يد العدالة
التحريات لا تزال جارية، والشرطة تُكثف جهودها للوصول إلى الجناة. القضية تفتح أيضًا ملفًا مهمًا حول تأمين شركات الإنتاج الفني، والتي باتت معرضة للخطر في ظل وجود معدات باهظة الثمن ومحتويات حساسة تمثل استثمارات ضخمة.
الفن يُسرق… لكن الأمل لا!
رغم فداحة الموقف، أبدى حاتم فاروق إصراره على المضي قدمًا، مؤكدًا أن ما حدث لن يُوقف مسيرته، ولن يُطفئ شغفه، قائلاً:
“كل شيء ممكن يتعوض إلا الأعمال اللي راحت. لكن عندي يقين إن اللي سرق هيتحاسب، وإننا في بلد القانون والعدالة.“
وحتى ذلك الحين، يظل رقم السيارة والنداء العاجل يتصدران منشوره على السوشيال ميديا… في انتظار من يُعيد للفن ذاكرته، وللعدالة هيبتها.