كيرلس نبيل.. صوت أدبي يتكون في صمت وعمق

كيرلس نبيل.. صوت أدبي يتكون في صمت وعمق
في زمنٍ تتسارع فيه الثرثرة الأدبية وتقل فيه الأصوات الجادة، يبرز اسم كيرلس نبيل كأحد المواهب الاستثنائية التي تُراكم الإنجاز في هدوء، وتُعيد تعريف الإبداع بوصفه تجربة ذاتية عميقة لا تلهث خلف الأضواء، بل تصنعها بصبر وإيمان.
كيرلس نبيل ليس فقط شاعرًا نال تقدير الجامعات، بل هو أيضًا روائي شاب يحمل مشروعًا فكريًا وأدبيًا واضح المعالم، يُراهن على الكلمة الخالدة لا على المجد السريع، ويكتب بنَفَسٍ طويل يليق بمن يسعى إلى الأدب الذي يبقى.
✍️ روايات لم تُنشر… لكنها حاضرة في الوجدان
رغم أن كيرلس لم ينشر رواياته بعد، إلا أن أرشيفه الأدبي يتضمن أربع روايات مكتملة، تؤكد نضجه في السرد، وقدرته على بناء عوالم موازية ذات عمق رمزي وفلسفي:
1. ثلاثية “ممالك الظلمة”
-
الجزء الأول: لعنة القمر
-
الجزء الثاني: إرث الدم
-
الجزء الثالث: نبض الأزل
ثلاثية أدبية تمزج بين الأسطورة والفانتازيا والرمز السياسي، وتكشف عن قدرة الكاتب على استحضار الصراعات الإنسانية من خلال عوالم خيالية تحمل إسقاطات واقعية. تحاكي الثلاثية روح الأعمال الكبرى التي تتناول صراع الخير والشر، لكنها تُقدّم رؤية أكثر إنسانية وعصرية.
2. ذئب ابن يعقوب
عمل يحمل بُعدًا سرديًا غامضًا، يستلهم من الرموز الدينية والميثولوجية لطرح أسئلة الهوية والخطيئة والمصير.
3. سر نجمة الملوك
رواية تنبض بالإثارة والغموض، تدور في عوالم متقاطعة بين التاريخ والأسطورة، وتكشف عن رحلة بحث عن الحقيقة وسط أنقاض الأسرار المدفونة.
4. ماء لا يعكس الوجوه
عمل فلسفي في طابعه، شعري في نثره، يتناول ثيمة الذات والانكسار والبحث عن المعنى، ويعكس عمقًا وجوديًا نادرًا لكاتب في مقتبل العمر.
🏆 شاعر الجوائز والوجدان
قبل أن يكون روائيًا، كان كيرلس نبيل شاعرًا بالفطرة، يحترف العامية كأنها لغته الأم الثانية. وقد حصد عددًا من الجوائز التي تُكرّس موهبته الشعرية:
-
المركز الثاني في مسابقة الأديب جمال الغيطاني لشعر العامية على مستوى جامعة سوهاج عامي 2016 و2017
-
المركز الأول في مجال شعر العامية على مستوى كلية الآداب – جامعة سوهاج من عام 2018 حتى 2022
تتميّز نصوصه الشعرية بـ صدق التجربة، وبساطة المفردة، وعمق الإحساس الشعبي، وقدرته على تحويل المواقف اليومية إلى لحظات شعرية خالدة.
🎙️ بين السرد والشعر… مشروع كاتب مُتعدّد الصوت
ما يُميز تجربة كيرلس نبيل أنه لا يُصنّف نفسه ضمن نوع واحد؛ فهو يمسك بزمام الشعر كما يمسك بخيوط الرواية، يكتب بالعقل والقلب، بالخيال والتجربة، في مزجٍ نادر بين الواقعية الفجّة والفانتازيا الرمزية.
هو كاتب لا ينتمي إلى موضة أدبية، بل يصوغ عالمه الخاص، بتؤدة من يُدرك أن الكلمة الجيدة تعيش أطول من ضجيج السوق.
💭 كلمة أخيرة
كيرلس نبيل هو ذلك الكاتب الذي يكتب من الداخل، لا من أجل النشر أو التقدير، بل من أجل الصدق مع ذاته أولًا. ورغم أن رواياته لم ترَ النور بعد، إلا أن كل نصٍ كتبه هو استعداد لصوت أدبيّ كبير في طور التكوّن.
في انتظار أن تخرج أعماله إلى النور، فإن من يتأمل مسيرته يدرك أنه مشروع كاتب عربي حقيقي، صادق، نادر، ومبشّر بالكثير.