من هو محمود جمال عمر رحلة طموح لا تتوقف

في قلب قرية بسيطة تُدعى “ميت برة”، وُلد الحلم. لم يكن الحلم متعلقًا فقط بالتخرج أو الحصول على وظيفة مرموقة، بل كان أعمق من ذلك — حلم بالتميّز، بالتعلّم المستمر، وبأن يكون لصاحب هذا الحلم بصمة في عالم التكنولوجيا الحديث.
محمود جمال عمر، 31 سنة، خريج كلية السياحة والفنادق، قسم إرشاد سياحي من جامعة الإسكندرية. قد يبدو للبعض أن رحلته بدأت في مجال مختلف تمامًا عن التكنولوجيا، لكن الحقيقة أن الشغف لا يعرف تخصصًا، وأن الطموح الحقيقي يمكنه أن يعبُر كل الحواجز الأكاديمية والمهنية.
من التمويل إلى التكنولوجيا: انتقال محسوب لا عشوائي
بعد التخرج، عمل كأخصائي أول في تمويل المشروعات لمدة خمس سنوات. هذه المرحلة كانت مليئة بالتحديات، تعلم فيها الانضباط، دقة الأرقام، والتعامل مع خطط التمويل وتقييم المشاريع. لكنها لم تُطفئ داخله شغف التكنولوجيا، بل زادته اشتعالًا.
كان دائمًا يجد نفسه منجذبًا نحو الأجهزة، البرامج، الإنترنت، وتحليل البيانات. قرر أن يبدأ في تغيير مساره المهني بشكل تدريجي. تعلم بنفسه، خطوة بخطوة، مجال إدخال البيانات، ثم توسعت معرفته في الإنترنت تكنولوجي، وبالأخص في ما يتعلق بإدارة المعلومات وتحليلها.
العمل في إدخال البيانات: أكثر من مجرد كتابة
كثيرون يعتقدون أن وظيفة “Data Entry” هي مجرد إدخال أرقام أو نصوص، لكنها في الواقع تتطلب مهارات عالية في التركيز، التنظيم، سرعة البديهة، والدقة في التعامل مع كمّ هائل من المعلومات. ومن هنا بدأت رحلتي الحقيقية.
أصبح لديه شغف حقيقي بهذا المجال، وتوسعت خبرته في أدوات مثل Excel، Google Sheets، أنظمة الـ CRM، وبعض تطبيقات الأتمتة وتحليل البيانات. أصبحت أنظر للبيانات ليس فقط كمجموعة أرقام، بل كمفتاح لاتخاذ قرارات أفضل، وتحسين أداء أي مؤسسة.
العمل عن بُعد: حرية الإنتاجية
واحدة من أهم مميزات مجالي الحالي أنني قادر على العمل عن بعد. أستطيع تنظيم وقتي، تحقيق التوازن بين حياتي الشخصية والمهنية، والأهم أنني أُنجز أكثر لأنني أعمل في المجال الذي أحبه. العمل من المنزل ليس فقط “راحة”، بل مسؤولية تتطلب الالتزام والاحترافية.
رحلتي مستمرة
أطمح الآن إلى تطوير نفسي أكثر في مجال تحليل البيانات (Data Analysis) وربما لاحقًا علوم البيانات (Data Science). التكنولوجيا لا تتوقف، وأنا كذلك. كل يوم هو فرصة جديدة للتعلم، لا أخشى التحديات، بل أبحث عنها.
كلمة أخيرة
لكل من يقرأ هذه الكلمات: لا تجعل مسارك الدراسي يقيد مستقبلك، ولا تظن أن الانتقال المهني ضعف أو تراجع. أحيانًا يكون التحول هو بداية الصعود الحقيقي.
أنا محمود، ابن “ميت برة”، خريج الإرشاد السياحي، ومحب للتكنولوجيا، أعمل الآن في مجال أحبه، وأسعى لأن أترك فيه بصمة لن تُنسى.