منوعات

القيادة بالاحترام: كيف تبني الهيبة دون خوف؟ بقلم: د. نبيل طه مصطفى

القيادة بالاحترام: كيف تبني الهيبة دون خوف؟

✍️ بقلم: د. نبيل طه مصطفى

في زمن يتسارع فيه التغيير وتُعاد فيه صياغة مفاهيم الإدارة والقيادة، تبرز القيادة بالاحترام كأحد أكثر الأساليب تأثيرًا وفعالية. لم تعد “الهيبة” تُقاس بالصوت العالي أو الملامح العابسة، بل تُبنى اليوم على التواصل الإنساني، والوعي العاطفي، واحترام الإنسان قبل المنصب.

👤 لماذا الاحترام هو أساس القيادة الناجحة؟

في مجتمعاتنا، ارتبطت “القيادة” بالخوف لسنوات طويلة. ظنّ البعض أن المدير الحازم هو من يزرع الخشية في قلوب موظفيه، ويُظهر الحسم في كل لحظة. لكن الواقع العملي والتقارير العالمية الحديثة تخبرنا شيئًا مختلفًا تمامًا.

📊 حقائق من Gallup 2023:

  • 70% من الموظفين حول العالم يتركون وظائفهم بسبب مديريهم، لا بسبب طبيعة العمل.

  • المؤسسات التي تتبنى القيادة الإيجابية والاحترام المتبادل، تُحقق إنتاجية أعلى بنسبة 21%.

  • أما المؤسسات ذات النهج القاسي، فتعاني من معدلات دوران وظيفي مرتفعة وخسائر على مستوى الأداء والثقافة الداخلية.

🌐 Google نموذجًا: عندما تصبح الإنسانية أداة للابتكار

لا تُعد Google فقط عملاقًا تقنيًا، بل مدرسة في القيادة الإنسانية. فداخل هذه الشركة، تُعتبر “Psychological Safety” أو السلامة النفسية ركيزة من ركائز ثقافة العمل. الموظف لا يخشى ارتكاب الأخطاء أو التعبير عن رأيه، لأن القادة هناك بنوا ثقة تُشعر الفرد بأنه مسموع ومُقدّر.

النتيجة؟

  • أعلى نسب رضا وظيفي.

  • احتفاظ مستدام بالمواهب.

  • بيئة عمل تدفع بالإبداع بدلًا من قمعه.

🧠 الفرق بين الهيبة الحقيقية والهيبة المفتعلة:

المفهوم الهيبة الحقيقية الهيبة المفتعلة
الأسلوب الاحترام والعدالة القسوة والترهيب
التأثير مستدام وملهم قصير الأجل
رضا الفريق مرتفع جدًا منخفض
الإنجاز نابع من الشغف ناتج عن الضغط

🔑 كيف تكون قائدًا محترمًا دون أن تفقد الحزم؟

1. ✅ التغذية الراجعة البنّاءة

لا تنتقد بعنف. غيّر أسلوبك من “هذا العمل ضعيف”، إلى “ممتاز، لكن ممكن نطوره سوا”.

2. 🤝 المساءلة بهدوء

اجعل مراجعتك للأخطاء في جلسة خاصة. النقد أمام الآخرين ليس قوة بل خطأ إداري.

3. 🌟 التقدير المعنوي

لا تستخف بكلمة “شكرًا”. دراسة من Harvard Business Review أظهرت أن 82% من الموظفين يفضلون التقدير المعنوي على الحوافز المادية.

4. 🧑‍💼 القيادة الخادمة – Servant Leadership

كن قائدًا يُخدم الفريق، لا يعلو عليه. اجعل نجاحهم أولوية، يردّونها إليك باحترام نابع من القلب.


💬 رسائل ختامية

🔹 إلى كل قائد:

الهيبة لا تُفرض، بل تُكتسب. والموظف لا ينسى أبدًا كيف جعله مديره يشعر: بالخوف؟ أم بالكرامة؟
اجعل الاحترام أسلوبك، والطيبة عنوانك، وستحصد ولاء لا يُشترى.

🔹 إلى القادة الجدد والمتدربين:

لا تخف أن تكون طيبًا، فالعالم اكتفى من القادة “المخيفين”.
نحن بحاجة لقادة ملهمين، يُقدّرون الناس قبل النتائج، ويصنعون الفرق دون أن يرفعوا الصوت.


🖋️ بقلم: د. نبيل طه مصطفى

باحث في استراتيجيات القيادة الحديثة والتطوير المؤسسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى