الصحة و الجمال

الدكتور أحمد حسين البشبيشي

الدكتور أحمد حسين البشبيشي

رائد اللغة العربية في مدرسة جلوري للغات… قيادة علمية وتربوية ملهمة

في زمن تتعالى فيه أصوات الحداثة ويُهمَّش فيه دور اللغة الأم، تظهر شخصيات علمية وتربوية تدرك أن الهوية لا يمكن أن تستقيم دون التمسك بالجذور.
من بين هذه القامات، يبرز الدكتور أحمد حسين البشبيشي، رئيس قسم اللغة العربية بمدرسة جلوري للغات، كأحد أعمدة التعليم العربي الراقي، والرموز التي حافظت على بهاء لغتنا الخالدة وسط ساحة تعليمية متعددة الثقافات.


📚 مسيرة أكاديمية مشرفة

منذ بداياته في حقل التعليم، آمن الدكتور أحمد البشبيشي أن اللغة العربية ليست مجرد حروف وكلمات، بل تراث وهوية وأسلوب حياة، فكرّس سنوات طويلة من عمره للدراسة، البحث، والتدريس، حتى حاز على درجة الدكتوراه في اللغة العربية، ليصبح من القلائل الذين يمزجون بين العلم الأكاديمي والقدرة التطبيقية داخل الفصول الدراسية.

وتجلى هذا المزج بوضوح في رحلته مع المؤسسات التعليمية المختلفة، حتى تولّى رئاسة قسم اللغة العربية في مدرسة جلوري للغات، وهي من المدارس الرائدة في تقديم تعليم مزدوج يجمع بين الجودة الأكاديمية والاهتمام بالقيم واللغة الأم.


🏫 الدور القيادي في مدرسة جلوري للغات

في موقعه كرئيس للقسم، لم يكتفِ الدكتور البشبيشي بإدارة الجوانب الإدارية، بل انخرط في تطوير المناهج، دعم المعلمين، وإحداث نقلة نوعية في طريقة تدريس اللغة العربية لطلاب المدارس الدولية واللغات.

من أبرز إنجازاته في هذا الإطار:

  • تحديث مناهج اللغة العربية بما يتوافق مع معايير التعليم الحديث، مع الحفاظ على أصالة النصوص.

  • إدخال أساليب تعليم تفاعلية تساعد الطلاب على حب اللغة، مثل المسرح المدرسي، القصص، النقاش المفتوح، والأنشطة الإبداعية.

  • بناء جسور بين العربية وبقية المواد، عبر مشاريع تربط اللغة بالتاريخ، الفلسفة، والدين، لتوسيع أفق الطالب.

  • تدريب معلمي اللغة العربية على استراتيجيات التعلم النشط والتقييم البنّاء.


🗣️ اللغة كرسالة لا كمادة دراسية

يُعرَف الدكتور أحمد حسين البشبيشي بين زملائه وطلابه بأنه رسول لغة، لا يُلقي دروسًا فقط، بل ينقل إحساسًا عميقًا بجمال العربية وسحرها.
أسلوبه في الشرح يعتمد على:

  • تبسيط المعاني دون تسطيحها، مما يجعل الطالب يفهم ويفكر ويتذوق.

  • تحفيز الطلاب على الكتابة الإبداعية والشعر، وتشجيعهم على التعبير بلغتهم الخاصة.

  • ربط النصوص القديمة بالواقع الحديث، بحيث يشعر الطالب أن اللغة العربية ليست لغة الماضي، بل لغة الحاضر والمستقبل.

وقد ترك أثرًا في طلابه، الذين بدأوا ينظرون إلى العربية لا كمادة “صعبة”، بل كـ جسر للثقافة، وسلاح للهوية، وأداة للتفوق.


🌍 الحضور المجتمعي والعلمي

إلى جانب عمله التربوي، يمتلك الدكتور أحمد حسين البشبيشي حضورًا في الأوساط العلمية والثقافية من خلال:

  • المشاركة في المؤتمرات والندوات التعليمية والأدبية داخل مصر وخارجها.

  • نشر أبحاث تربوية ونقدية تناولت قضايا تطوير مناهج اللغة العربية، وطرق تعليمها للناشئة.

  • تقديم ورش تدريبية للمعلمين الجدد، لنقل خبرته في التعامل مع فئات عمرية وثقافية مختلفة.

  • المساهمة في أنشطة ثقافية طلابية مثل المسابقات الأدبية، الخطابة، والقراءة الحرة.


💡 فلسفته التعليمية

يرتكز فكر الدكتور البشبيشي في التعليم على عدة مبادئ:

  • اللغة ليست حصة، بل حياة.

  • التعليم ليس تلقينًا، بل مشاركة وجدانية.

  • المعلم الناجح هو من يصنع من الحرف شعورًا، ومن الدرس حكاية.

كما يؤمن بأن الحفاظ على اللغة العربية في المدارس الدولية لا يناقض التقدم، بل يؤسس له، لأن الطالب الذي يعرف لغته سيعرف نفسه، ويعرف كيف يخاطب العالم بلغته الأخرى من موقع ثقة.


🏆 أثر لا يُنسى

يسير الدكتور أحمد حسين البشبيشي في مدرسته وبين طلابه وزملائه بخطى الواثق، الهادئ، المتزن.
وقد استطاع عبر سنوات عمله أن:

  • يصنع جيلًا محبًا للغته، فخورًا بها.

  • يرفع من كفاءة قسم اللغة العربية بالمدرسة إلى مستويات تعليمية متقدمة.

  • يترك بصمة إنسانية قبل أن تكون علمية في قلوب كل من تعامل معه.


📌 في الختام

في ظل التحديات التي تواجه اللغة العربية اليوم، يظل وجود شخصيات مثل الدكتور أحمد حسين البشبيشي ضرورة لا ترفًا، لأنه لا يعلّم فقط، بل يُحيي اللغة في النفوس.
هو نموذج للمعلم الذي جمع بين العلم، القيادة، والإلهام، وبين الهوية والحداثة، ليُثبت أن العربية قادرة على التوهج حتى في أروقة المدارس العالمية.

فمن أراد أن يرى العربية كما يجب أن تكون: جميلة، حيّة، متصلة بالحياة والإنسان، فليتأمل تجربة الدكتور البشبيشي، وسيعرف أن “رئيس قسم اللغة” قد يكون أيضًا رئيسًا في القلوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى