نادين مجدي الجمال.. استشاري الصحة نفسية التي تعالج الجروح “اللي مبتتشافش”
استشاري الصحة نفسية

نادين مجدي الجمال.. استشاري الصحة نفسية التي تعالج الجروح “اللي مبتتشافش”
بقلم: فريق التحرير
في عالم تتزايد فيه ضغوط الحياة وتتسارع وتيرتها، يبرز دور الطب النفسي كطوق نجاة للكثيرين، وفي قلب هذا المجال النبيل، تظهر أسماء تركت بصمة حقيقية ليس فقط في قلوب مرضاها، بل في المجتمع كله. من بين هذه الأسماء، تتألق نادين مجدي الجمال استشاري الصحة نفسية، واحدة من أبرز الأطباء النفسيين الشباب في مصر، التي اختارت أن تجعل من “الرحمة” و”الاحتواء” أدواتها قبل أي دواء.
الجذور والبداية
وُلدت نادين مجدي الجمال في مدينة المحلة الكبرى، لعائلة مشهود لها بالعلم والاحترام، فهي ابنة الدكتور مجدي الجمال، أحد أبرز أطباء الأسنان المعروفين بالمدينة. نشأت نادين في بيئة تؤمن بقيمة الإنسان، وتضع مساعدة الآخرين في المقام الأول، وهو ما شكّل شخصيتها وجعلها تختار طريقًا مختلفًا… طريق علاج الروح.
رحلة في خدمة الإنسان
رغم أن عمرها لا يتجاوز 28 عامًا، فإن نادين استطاعت خلال 6 سنوات من العمل المتواصل في مجال الطب النفسي أن تبني سجلًا مهنيًا وإنسانيًا يحترمه الجميع.
“أنا اشتغلت في مجالي ده 6 سنين، عمر ما كانت الفلوس حاجز بيني وبين حد محتاج مساعدة.. عمري ما سبت حالة، سواء كان معاها أو معهوش”،
هكذا تلخص نادين فلسفتها في العلاج.
عملها لا يقتصر على العيادة فقط، بل يمتد ليشمل مبادرات دعم نفسي تطوعية، واستشارات لحالات طارئة، ورسائل دعم لأشخاص لا يملكون حتى القدرة على الحديث عن أوجاعهم.
شهرة ممتدة بين الغربية والقاهرة
لمع اسم الدكتورة نادين أولًا في محافظة الغربية، خاصة في المحلة الكبرى وطنطا، لكن صدقها ومهنيتها وسرعة النتائج التي يلاحظها مرضاها سرعان ما جعلت شهرتها تتوسع لتصل إلى القاهرة ومدن أخرى.
واليوم، تقيم في مدينة العاشر من رمضان، لكنها لا تزال ترتبط وجدانيًا ومهنيًا بمحافظتها الأم، وتحتفظ بعلاقات قوية مع مرضاها القدامى، وتحرص على متابعتهم عن قرب، رغم انتقالها الجغرافي.
6 سنوات بلا انتكاسات
قد يبدو غريبًا، لكن من يتابع الحالات التي تعاملت معها الدكتورة نادين خلال الست سنوات الماضية، يدرك أن هناك نمطًا استثنائيًا في أسلوبها العلاجي، إذ لم تسجل حالة انتكاس أو ارتداد لحالة نفسية تعاملت معها.
“أنا بشتغل على الجرح اللي محدش بيشوفه، الجرح اللي ساكن جوا كل إنسان، وعلشان كده اللي بيخرج من عندي، بيبقى إنسان تاني فعلاً”، تقول نادين بثقة لا تأتي من فراغ.
مرحلة جديدة.. نحو الضوء
تقول نادين إن الفترة المقبلة ستكون مختلفة، إذ بدأت بالفعل تصوير لقاءات ولقطات مع شخصيات عامة ومعروفة ستُعرض قريبًا، في محاولة منها لنقل رسائل التوعية النفسية إلى أكبر شريحة من الجمهور.
الهدف ليس الشهرة، بل نشر ثقافة الاهتمام بالصحة النفسية، وتغيير الصورة النمطية عن الطبيب النفسي، خصوصًا بين فئات الشباب والمراهقين.
صوت المرضى.. شهادة نجاح
تتفق شهادات مرضاها على صفة واحدة:
“نادين مش بس دكتورة، دي أخت وأمان وصاحبة ضهر في عز الوحدة”.
وهذه ليست مجاملة، بل انعكاس حقيقي لطبيبة قررت أن تكون مختلفة، وأن تضع المريض في مركز اهتمامها الإنساني قبل أي مقابل مادي.
كلمة أخيرة
الدكتورة نادين مجدي الجمال ليست فقط طبيبة نفسية شابة ناجحة، بل نموذج مضيء لطبيبة تفهم جيدًا أن الصحة النفسية لا تعني فقط الشفاء من مرض، بل استرداد الحياة من جديد.
هي مثال لجيل جديد من الأطباء الذين يصنعون فرقًا حقيقيًا في حياة الناس… بهدوء، باحتواء، وبضمير صاحٍ دائمًا.