لماذا يحتاج العالم إلى دعم رائدات الأعمال في إفريقيا؟

✍️ لماذا يحتاج العالم إلى دعم رائدات الأعمال في إفريقيا؟
بقلم: باشمهندسة سارة الشيخ – مؤسسة شركة ثورة للهندسة التقنية، السودان
في أجزاء كثيرة من العالم، تتطور النقاشات حول الابتكار وريادة الأعمال بوتيرة متسارعة، ومع ذلك لا تزال أصوات النساء الرائدات في إفريقيا – خاصة في المجالات التقنية – محدودة الوصول إلى التمويل، وأقل حضوراً في الساحات التي تُصنع فيها القرارات.
ك مهندسة سودانية ورائدة أعمال، أسّستُ شركتي التقنية الخاصة وسط تحديات اقتصادية وسياسية معقّدة، وشهدت بنفسي الإمكانيات الهائلة الكامنة في نساء إفريقيا من المشاريع المنزلية الصغيرة، إلى قيادة شركات تقنية، هناك نساء يُعدن كتابة الحكاية ولكن بهدوء. والمشكلة أن الهدوء لا يصنع تغييراً ممنهجاً؛ الدعم هو من يفعل ذلك.
على مستوى العالم تحصل النساء على أقل من 2٪ من تمويل رأس المال الاستثماري بحسب تقارير PitchBook لعام 2022، وهي نسبة تنخفض أكثر في إفريقيا حيث لم تتجاوز 2.3٪ في عام 2023، وتتفاقم التحديات بسبب المعوقات الثقافية والفجوة الرقمية وضعف الوصول إلى أدوات التمويل والتدريب، هذه العقبات لا تمثل فقط ظلماً بل أيضاً خسارة للتنمية، حين تُترك نساء قادرات دون تمكين حقيقي رغم امتلاكهن القدرة على إحداث قفزات تنموية كبرى.
قصتي ليست استثناءً، بدأتُ رحلتي بالتدريس، ومن ثم صناعة الحلويات والخبائز والمعجنات، وبعد ذلك قمت بصناعة العطور، والحرف اليدوية. وبفضل الله ولطفه، شاركتُ في مبادرات خيرية وتنموية، واليوم أقود شركة تقدم حلولاً تقنية متقدمة في مجالات المراقبة الذكية والطاقة الشمسية داخل السودان، لم أحقق ذلك لأن البيئة كانت داعمة بل لأنني قاومتها بكل ما أوتيت من قوة.
لكن تخيّلوا لو أن البيئة كانت داعمة فعلاً، تخيّلوا لو أن المستثمرين العالميين والجهات التنموية، ومصممي السياسات قرروا فتح الأبواب أمام النساء الإفريقيات في مجالات التكنولوجيا وريادة الأعمال، تخيّلوا لو أن برامج الحاضنات ومسرّعات الأعمال قدّمت تدريبات حقيقية تأخذ في الاعتبار خصوصية السياق المحلي.
عندما تنهض المرأة، تنهض المجتمعات، فهي تستثمر في التعليم، والصحة، والاستدامة.
وفي قارة تواجه تحديات المناخ، وفقر الطاقة، وهشاشة البنى التحتية، فإن تمكين النساء الرياديات ليس رفاهية – بل ضرورة حتمية.
على العالم أن يتجاوز الرمزية إلى الشراكة الحقيقية. أن يستمع، ويدعم، ويُفسح المجال لصوت المرأة الإفريقية التي تبني المستقبل.