منوعات

خالد أبوهشه… رجلٌ صنع مجده بخطى ثابتة وصبر لا ينفد

خالد أبوهشه... رجلٌ صنع مجده بخطى ثابتة وصبر لا ينفد

خالد أبوهشه… رجلٌ صنع مجده بخطى ثابتة وصبر لا ينفد

في زوايا الحياة، حيث تتعثر الأحلام ويضيق الأمل، يولد أحيانًا رجال من معدنٍ نادر، يصنعون من الصبر جسرًا، ومن التحديات سُلّمًا نحو القمة. ومن هؤلاء الرجال، يبرز اسم الدكتور خالد أبوهشه، الذي لم ينتظر الفرص أن تأتيه، بل مضى يخلقها، حجرًا فوق حجر، حتى بلغ مراتب العز والمكانة.

من عامل إلى عالم… البدايات التي لا تُنسى

في عام 1993، بدأ خالد مشواره كعامل في مؤسسة الأزهر الشريف. كثيرون قد يظنون أنها بداية متواضعة، لكنها في الحقيقة كانت الانطلاقة الحقيقية لمسيرة عظيمة. فرغم بساطة العمل، كان قلبه مشغولًا بالعلم، وعقله يخطط لمستقبلٍ مختلف. لم يرضَ بالبقاء في الظل، بل قرر في عام 1996 أن يلتحق بالتعليم الثانوي بنظام “المنازل”، واضعًا بذلك أول لبنة في جدار مستقبله الأكاديمي.

بين العلم والحياة… معركة التوازن الصعبة

عام 2001 كان عامًا استثنائيًا في حياته، إذ تخرج من كلية التربية – قسم الرياضيات، حاملًا بكالوريوس التربية في الرياضيات، ومتزوجًا في الوقت ذاته، ليبدأ فصلاً جديدًا كزوج ورب أسرة. لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، بل مزيج من الدراسة والعمل وتربية الأبناء، لكنه لم يشتكِ، بل كان يؤمن أن من يريد المجد لا بد أن يمر من نيران التعب.

خطوات علمية متواصلة… الماجستير والدكتوراه

لم تتوقف رحلته الأكاديمية بعد التخرج. التحق بالدراسات العليا في عام 2003، وبعد عامين فقط حصل على درجة الماجستير، مؤكدًا أن الطموح لا يُرهق صاحبه بل يرفعه. واستمرت المسيرة، حتى تكلّلت عام 2023 بالحصول على درجة الدكتوراه، في موضوع بحثي تناول:

“تأثير أداء معلمي الرياضيات في تعزيز التنافس بين الطلاب”

ليحصل على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وتصبح تلك اللحظة شهادة على رحلة امتدت لثلاثة عقود، كُتبت كل تفاصيلها بالعرق، والدعاء، والإرادة.

القيادة التربوية… حيث الأثر لا يُمحى

يشغل الدكتور خالد اليوم منصب وكيل معهد بنين فرشوط الإعدادي الثانوي الأزهري، وهو موقع يستحقه عن جدارة. لكنه لم يكن يومًا موظفًا تقليديًا، بل مربيًا وقائدًا يُحتذى به. خبرته الطويلة في التعليم، وحنكته التربوية، جعلا منه قدوة بين زملائه، ومصدر إلهام لطلابه، الذين يرون فيه نموذجًا حيًّا لمن يحقق النجاح رغم ضغوط الحياة.

الأسرة… الركن الذي لا يغيب

وراء هذا الإنجاز رجلٌ لا ينسى بيته. فمنذ زواجه عام 2001، تولّى الدكتور خالد مسؤولية أسرية كاملة، ربى خلالها خمسة أبناء هم مفخرة له:

  • الابن الأكبر: مهندس ناجح في مجاله.

  • الثاني: مالك لشركة تسويق حديثة تسير بخطى واثقة.

  • الثالث: يدرس الطب البيطري، شغوف بالعلم مثل والده.

  • الرابع: طالب في الثانوية العامة، يهيئ نفسه لمستقبل مشرق.

  • البنت: طالبة في كلية التجارة، متزوجة وتعيش حياة مستقرة.

في كل ابن قصة نجاح، وفي كل تفصيل من حياتهم بصمة واضحة من تربية أبٍ أعطاهم من نفسه قبل أن يعطيهم من وقته.

خاتمة… قصة تستحق أن تُروى

ليست حكاية الدكتور خالد أبوهشه مجرد سيرة ذاتية، بل لوحة كفاح متكاملة، تُعلّمنا أن النجاح لا يأتي صدفة، وأنّ العظمة تُصنع خطوة بخطوة، مهما طال الطريق. جمع بين العلم والعمل، بين الأسرة والطموح، بين التواضع والمكانة.

في زمنٍ يبحث فيه الكثيرون عن الراحة والنتائج السريعة، يبقى الدكتور خالد شاهدًا حيًّا على أن العمل الجاد، والإيمان بالنفس، والتوكل على الله، هي المفاتيح الحقيقية لصناعة المجد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى