مروة ناجي.. من مبادرة بسيطة إلى مؤسسة تنموية شاملة تخدم أسوان

مروة ناجي.. من مبادرة بسيطة إلى مؤسسة تنموية شاملة تخدم أسوان

في قلب الجنوب المصري، حيث تتقاطع الأصالة مع احتياجات التنمية، برزت تجربة ملهمة تقودها امرأة أسوانية طموحة، هي مروة ناجي، التي استطاعت أن تُحوّل فريقًا تطوعيًا صغيرًا إلى مؤسسة تنموية لها حضور مجتمعي متصاعد.
تترأس مروة ناجي اليوم مجلس أمناء مؤسسة “سواعد أسوان”، التي انطلقت من مجرد فكرة بسيطة إلى كيان يسعى لتمكين المرأة ودعم الشباب وتحقيق العدالة الاجتماعية في محافظة أسوان.


البداية: من تطوع إلى تأثير

قالت مروة ناجي إن فكرة إنشاء “سواعد أسوان” بدأت من فريق متطوعين يعملون بروح جماعية لجمع التبرعات وتقديم المساعدات للأسر الأكثر احتياجًا في أسوان، خاصة في المناطق النائية التي تعاني من غياب الخدمات.
انطلق الفريق بدوافع إنسانية بحتة، مدفوعًا بالشغف لخدمة المجتمع المحلي دون مقابل، وكان هدفهم الأساسي هو سد الفجوة بين الاحتياجات المجتمعية والمصادر المتاحة.

ومع مرور الوقت، بدأ الفريق يتوسع تدريجيًا بعد التفاعل مع عدد من المبادرات الشعبية الأخرى التي تشارك نفس الأهداف، وهو ما مكّن “سواعد أسوان” من التمدد والتنوع في أنشطتها، وصولاً إلى قرار التحول لمؤسسة رسمية تعمل بشكل مؤسسي منظم.


من المبادرة إلى المؤسسة: هيكلة من أجل الاستدامة

تُعد مرحلة التحول إلى مؤسسة خطوة محورية في مسيرة سواعد أسوان. فبعد أن أصبح الفريق معروفًا في عدد من القرى والمناطق المهمشة، برزت الحاجة لتقنين العمل وضبطه إداريًا وتنظيميًا، من أجل ضمان استمراريته وكسب ثقة الشركاء والداعمين.
وهكذا، تأسست مؤسسة “سواعد أسوان” لتكون كيانًا تنمويًا غير ربحي يهدف إلى:


التمكين الحقيقي يبدأ من الجذور

تؤمن مروة ناجي بأن التمكين لا يكون بالمساعدات فقط، بل بخلق فرص حقيقية للتعلم والعمل والاعتماد على النفس. ومن هنا، عملت “سواعد أسوان” على إطلاق عدة برامج تستهدف النساء والشباب، مثل:

برامج تمكين المرأة:

برامج دعم الشباب:


خلال جائحة كورونا: اختبار حقيقي للجاهزية المجتمعية

أثبت فريق متطوعين “سواعد أسوان” قدرته على الاستجابة السريعة خلال جائحة كورونا، حينما نظمت حملات لتوزيع الكمامات والمطهرات، وقدّمت مساعدات غذائية طارئة للأسر المتضررة، بالإضافة إلى إطلاق حملات توعية وقائية في القرى والمراكز.

تقول مروة ناجي:
“أظهرت لنا الجائحة كم نحن بحاجة لعمل مجتمعي منظم، ليس فقط في الأزمات، بل في كل وقت. المجتمع المدني هو جدار الحماية الأول للفئات التي لا تصلها يد الدولة بسهولة.”


رؤية مستقبلية للتوسع والانتشار

لا تتوقف طموحات مروة ناجي عند حدود محافظة أسوان، بل تسعى إلى نقل تجربة “سواعد أسوان” إلى محافظات مجاورة في الصعيد، عبر:


مروة ناجي.. نموذج للقيادة النسائية المجتمعية

ليست مروة ناجي مجرد شخصية إدارية، بل نموذج حي لقيادة نسائية مؤمنة بالتغيير من القاعدة. تعمل بصمت، وتحفّز العشرات من المتطوعين حولها، وتؤمن بأن المجتمع القوي يُبنى على أكتاف أبنائه، خصوصًا حين تتوفر لهم الفرص ويتلقون الدعم.


خاتمة: من أسوان.. تضيء سواعد الأمل

ما بدأ كمجهود تطوعي صغير على أرض النوبة، تحول اليوم إلى مؤسسة مجتمعية تحمل على عاتقها آمال آلاف الأسر، بقيادة سيدة آمنت أن التغيير ممكن حين يقوده الإخلاص والعمل الجماعي.
مروة ناجي و”سواعد أسوان” هما وجهان لنموذج جدير بالتقدير والدعم، نموذج يثبت أن في مصر طاقات عظيمة قادرة على إحداث الفرق، فقط إن وجدت المساحة لتتحرك وتزدهر.

Exit mobile version