لن ننساك أبدًا يا أستاذ.. ستظل في قلوبنا ما حيينا

في لحظة وداع لا تُنسى، تجمّع طلاب مؤسسة دجوى الابتدائية ليعبّروا عن مشاعرهم تجاه مَن كان أكثر من مجرد وكيل مدرسة أو معلم، إنه الأستاذ السيد يحيى، الذي نقش اسمه في قلوبهم قبل دفاترهم.

“نحن لا نودّعك، بل نحتفظ بك في ذاكرتنا”، بهذه العبارة بدأ أحد التلاميذ حديثه عن أستاذه، وسط أجواء ممزوجة بالحب والدموع. لم يكن حديثهم مجرد كلمات، بل كان مرآةً حقيقية لما غرسه هذا الرجل من أثر، تجاوز حدود الفصل الدراسي إلى حياة كل طالب وطالبة.

كان صوتك يهدينا قبل أن يعلّمنا، هكذا وصفه أحد الطلاب، بينما قالت طالبة: “كنت الملجأ الآمن حين كنا نخاف، والابتسامة الصادقة حين كنا نحزن، والمشجع الأول حين كنا ننجح”.

منذ سنواتهم الأولى على مقاعد المدرسة، كانوا يرونه يمر بابتسامته، يربت على أكتافهم، يسأل عن أحوالهم، يستمع لهم دون ملل. لم يكن يتحدث إليهم كمسؤول، بل كـ”أب حقيقي” يعرف أن الكلمة الطيبة تصنع الفارق، وأن الاحتواء خير من ألف توجيه.

لم ينس الطلاب موقفه حين دعمهم في مسابقات المدرسة، وحين حضر احتفالات التخرج، وشاركهم لحظات فرحهم كأنها ابنته أو ابنه.

“علّمتنا معنى الاحترام، والصدق، وأن نكون أصحاب قلب قبل أن نكون أصحاب درجات”، قال أحدهم. وأضاف آخر: “كنا نخطئ، فتقومنا بلطف، وتعلّمنا بصبر، حتى أصبحنا أفضل، بفضل حكمتك وتوجيهك”.

اليوم، وبعد أن حان وقت رحيله عن المدرسة، اجتمعوا ليقولوا بصوتٍ واحد:
“ستظل في قلوبنا ما حيينا.. لأنك من أولئك الذين لا تُنسى مواقفهم، ولا تغيب سيرتهم، مهما طال الزمن أو تغيّر المكان”.


Exit mobile version