في زمن قلّ فيه العطاء الخالص، يسطع نجم الأستاذ عادل إبراهيم موسى، المعروف بين طلابه ومحبيه باسم أحمد موسى، كأيقونة للتعليم النبيل والإخلاص الحقيقي في دمنهور، حيث وُلد ونشأ في شارع صيام، وتخرج في جامعة الإسكندرية، قبل أن تُفتتح جامعة دمنهور.
أحمد موسى لم يكن مجرد معلم، بل كان صانع أحلام ومهندس طموحات، إذ استطاع أن يحقق نتائج هائلة في الشهادة الإعدادية والثانوية العامة، حيث خرج من تحت يديه أجيال حصدت أعلى المجاميع، وكانت شهاداتهم محل فخر واعتزاز لأسرهم ولمدرستهم ولمعلمهم الفذ.
لكن ما يميز موسى حقًا، ليس فقط تفوق طلابه، بل قلبه الكبير وإنسانيته النادرة. فهو لم ولن يترك طالبًا محتاجًا خلف الركب. أي طالب يتيم أو غير قادر على دفع مصاريف المذكرات أو الاشتراك الشهري، كان يُعفى فورًا، دون أن يُسأل، ودون أن يشعر بالنقص.
إنه نموذج يُحتذى به، ورسالة حية بأن التعليم رسالة لا مهنة فقط، وأن القلوب العظيمة تصنع أجيالًا أعظم.