صرخة من شارع الإبراهيمي ببندر دسوق: 20 أسرة مهددة بالتشريد رغم سلامة العقار

صرخة من شارع الإبراهيمي ببندر دسوق: 20 أسرة مهددة بالتشريد رغم سلامة العقار

✍️ بقلم الإعلامي حسام كرم

في قلب مدينة دسوق، وبين شوارعها التاريخية، يقع عقار قديم بشارع الإبراهيمي المتقاطع مع شارع السرايا، يحمل في طياته حياة أكثر من عشرين أسرة بين ملاك ومستأجرين. عقارٌ لم يكن مجرد بناء من طوب وأسمنت، بل هو شاهد على سنوات من الكفاح والعمل ومصدر رزق لعشرات الأسر.
اليوم، هذا العقار يواجه خطر الإزالة، بقرار إداري يحمل رقم 215 لسنة 2024 صادر عن مركز ومدينة دسوق، رغم صدور تقرير فني رسمي عن كلية الهندسة بجامعة كفر الشيخ يؤكد أن العقار سليم إنشائيًا وآمن للسكن، ولا يحتاج سوى إلى بعض أعمال الترميم.

📍 القصة الكاملة.. من شكوى فردية إلى تهديد جماعي بالتشريد

بدأت الأزمة عندما تم بناء برج مخالف مكون من 9 طوابق مجاور للعقار القديم. إحدى الورثة من داخل ملكية العقار تقدمت بشكوى تفيد بتضرر العقار من المبنى الجديد. وبدلًا من مراجعة الأمر بإنصاف، صدر قرار إداري بإزالة العقار كله، متجاهلًا الحقوق القانونية والإنسانية للسكان من ملاك ومستأجرين.

يقول الأستاذ محمد عثمان، أحد ملاك العقار وصاحب محل تمليك وآخر بالإيجار داخل نفس المبنى:

“العقار مكون من دور أرضي وأربعة طوابق علوية، ويسكنه أكثر من عشرين أسرة، وفيه ستة محلات تجارية تمثل مصدر الرزق الوحيد لأصحابها. لكن فوجئنا بالقرار الصادر بإزالة العقار بالكامل بناءً على شكوى دون معاينة فنية مستقلة في البداية”.

🏢 تقرير كلية الهندسة: العقار سليم وآمن

في تحرك مسؤول، قام السكان من ملاك ومستأجرين بالتقدم بطلب لكلية الهندسة جامعة كفر الشيخ لإجراء معاينة وجسات هندسية للعقار، واستصدار تقرير فني محايد.
جاء التقرير الصادر عن مركز البحوث والاستشارات الهندسية بالكلية واضحًا وصريحًا:

وأشار التقرير إلى أنه إذا كان هناك تخوف من الأحمال، فالحل يكمن في إزالة الدورين الثالث والرابع فقط، مع ترميم ما تبقى من الأدوار.

🚨 المستأجرون: حياتنا مهددة والإيجارات مصدر رزقنا الوحيد

من داخل العقار، تحدث إلينا الأستاذ عمرو محمد حجاج، أحد السكان المستأجرين، وقال:

“اتحركنا بشكل قانوني، وقدمنا تظلم رسمي لمركز ومدينة دسوق، وأرفقنا به تقرير كلية الهندسة اللي بيؤكد إن العقار سليم. لكن حتى النهارده مفيش رد نهائي، وكأن مصيرنا بيتحدد على ورقة، بدون ما حد يسمع صوتنا.”

كما يؤكد الأستاذ عمرو عبدالكريم الرفاعي، أحد المستأجرين أيضًا:

“أكتر من 20 أسرة مهددين بالطرد، فيهم عائلات عندها أطفال وناس كبيرة في السن، ناهيك عن أصحاب المحلات اللي ملهمش دخل تاني غير النشاط التجاري داخل العقار. مش منطقي إن حياتنا كلها تتقلب بسبب رغبة أحد الملاك في بناء برج جديد مكانه.”

⚖️ هل تتحول التنمية إلى أداة تهجير؟

الواضح من مجريات الأمور أن هناك رغبة خفية لأحد الملاك في إزالة العقار بالكامل لبناء برج سكني جديد، وهو ما يخالف مبادئ العدالة الاجتماعية، ويضرب بحقوق المستأجرين والملاك الآخرين عرض الحائط، وكأن الملكية المشتركة تُغفل الحقوق وتمنح فردًا واحدًا القدرة على التحكم في مصير العشرات.

🙏 نداء إلى السيد اللواء دكتور علاء عبدالمعطي، محافظ كفر الشيخ

من منبرنا الإعلامي، نناشد السيد اللواء دكتور علاء عبدالمعطي، المعروف بإنصاته للمواطن ودعمه للحق، أن يتدخل بشكل مباشر لوقف تنفيذ القرار لحين البت فيه بناءً على تقرير كلية الهندسة المعتمد.
ونطالب سيادته بتشكيل لجنة هندسية محايدة أخرى – إن لزم – للتأكد من الحالة الإنشائية، مع مراجعة شكاوى السكان والبحث عن حل عادل ومتوازن يحفظ للناس بيوتهم ومصادر رزقهم دون إجبارهم على النزوح أو التشرد.


✋ رسالة أخيرة

هذه ليست أزمة بناء، بل أزمة حياة كاملة مهددة بالانهيار.
ليس من العدل أن تُهدَم بيوت استقرت فيها الأسر لسنوات طويلة، فقط من أجل بناء جديد أو رغبة فردية.
هناك تقارير فنية محايدة، وهناك قوانين تحمي السكان، وهناك صوت حق يجب أن يُسمع.

فهل ننتظر حتى تقع الكارثة ويُشرد الناس؟
أم نتحرك الآن، ونعيد النظر في القرار، حمايةً للعدالة وكرامة المواطن البسيط؟

العدالة لا تعني الهدم، بل إنقاذ ما يمكن إنقاذه بحكمة ورحمة.


✍️ بقلم/ حسام كرم

Exit mobile version