أحداث إيران وإسرائيل وتأثيرها على استقرار المنطقة
بقلم: أنوار رشاد الدبيكي – صوت المرأة الحرة والعمل الوطني الجاد
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بين إيران وإسرائيل، بات المشهد السياسي في منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن، تتبدل فيه التحالفات، وتتشابك فيه المصالح، وتتعمق فيه المخاوف من انفجار محتمل قد يتجاوز حدود الدولتين، ليشمل العالم العربي بأسره.
🔹 خلفية الصراع: نار تحت الرماد
الصراع الإيراني-الإسرائيلي ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة تراكمات سياسية وأيديولوجية واستراتيجية تمتد لعقود.
فمنذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وإعلانها دعمها للمقاومة الفلسطينية، ورفضها لوجود إسرائيل، أصبح التوتر دائمًا، لكنه لم يبلغ مرحلة الحرب الشاملة حتى الآن.
في السنوات الأخيرة، زادت حدة الصراع، خاصة مع:
-
توجيه إسرائيل ضربات جوية متكررة لمواقع إيرانية أو مدعومة من إيران في سوريا.
-
تطوير طهران برنامجها النووي بوتيرة مثيرة للقلق.
-
دعم إيران لقوى غير رسمية مسلحة في لبنان والعراق واليمن وفلسطين، ما تعتبره إسرائيل تهديدًا مباشرًا.
🔹 التصعيد الأخير: إلى أين؟
شهدنا في الشهور الماضية أحداثًا متسارعة أبرزها:
-
هجمات بطائرات مسيّرة متبادلة.
-
اتهامات باغتيالات وتفجيرات في العمق الإيراني والإسرائيلي.
-
تهديدات صريحة من الجانبين بتوسيع المواجهة.
هذا التصعيد لا يجري في فراغ، بل وسط:
-
حرب مشتعلة في غزة.
-
توتر في مضيق هرمز وبحر العرب.
-
قلق أمريكي وأوروبي من انفجار شامل لا يمكن احتواؤه بسهولة.
🔹 التأثير على المنطقة العربية
1. التهديد للأمن الإقليمي
أغلب الدول العربية تقف على مسافة واحدة من الطرفين، لكنها تدرك أن أي صراع مباشر بين إيران وإسرائيل سيؤثر على:
-
أسعار النفط والطاقة.
-
حركة التجارة العالمية عبر الخليج العربي.
-
الاستقرار الداخلي في دول الجوار ذات التنوع الطائفي.
2. احتمال اتساع رقعة الحرب
وجود وكلاء لإيران في دول عربية (كحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والحوثيين في اليمن) قد يجعل من الصراع مع إسرائيل حربًا متعددة الجبهات، مما يهدد بتحويل بلاد عربية إلى ساحات مواجهة نيابة عن الآخرين.
3. فرصة للأنظمة المتطرفة
في أجواء الحرب والتوتر، تظهر دائمًا الحركات المتشددة لاستغلال الفوضى. ومن هنا، فإن انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة قد يؤدي إلى عودة جماعات مسلحة على حساب الاستقرار والتعايش.
4. تقويض جهود التنمية والإصلاح
الدول العربية تحاول في السنوات الأخيرة التفرغ لخطط التنمية، مثل رؤية السعودية 2030، والنهضة العمرانية في مصر، والمشاريع الاقتصادية في الخليج. لكن هذه التوترات قد تحول الموارد والاهتمام مجددًا نحو التسلح والردع، بدلاً من البناء والإصلاح.
🔹 ما المطلوب عربيًا؟
-
دعم الدبلوماسية لا الاستقطاب
على الدول العربية أن تتبنى موقفًا موحدًا في دعم الحل السياسي، ورفض استخدام الأراضي العربية في أي صراع محوري. -
تعزيز الأمن الإقليمي العربي
عبر تقوية الجيوش، وتطوير أجهزة الاستخبارات، وتكثيف التعاون الأمني والمعلوماتي بين الدول العربية. -
منع تحويل الدول العربية إلى وكلاء صراع
بعض القوى الإقليمية تحاول تجنيد المكونات داخل الدول العربية لأجنداتها. يجب الوقوف بقوة أمام أي محاولة لتفتيت الداخل العربي لصالح صراعات خارجية.